برنامج تطوير قيادة المرأة وتمكينها لعملية الديمقراطية

قانون الحشمة يثير الجدل في جامعة البحرين

ما إن تناهت إلى مسامع طلبة جامعة البحرين, موافقة مجلس النواب بـ"الغالبية", على "قانون الحشمة" في جامعة البحرين, حتى أثار زوبعة في الأوساط الشبابية والطالبية, بعدما اعترض عليه الليبراليون, وأيّده شبان ينتسبون إلى التيار الإسلامي.

ويقضي القانون الذي تقدم به النائب السلفي الشيخ جاسم السعيدي, في شكل اقتراح برغبة (غير ملزم للحكومة), التزام الحشمة في لباس الجنسين, وتخصيص 20 في المئة من الشعب الدراسية للطالبات فقط, وفصلهن في شكل تام عن الذكور في المطاعم وهو ما اعتبر "فصلاً جزئياً" في الجامعة التابعة للحكومة, لكنه لن يسري على الجامعات الخاصة.



مركز شباب "جمعية ميثاق العمل الوطني" (ليبرالية), اعتبر "الاقتراح طالبانياً". وقال انه سيؤدي إلى تراجع المجتمع البحريني إلى الوراء عشرات الخطوات, بينما وصفه رئيس اللجنة الإعلامية في "ملتقى الشباب" راشد الغائب, بأنه "بالوني, لا يحمل صفة الإلزام". وانتقد السعيدي لأنه "لم يستأنس بآراء الأوساط الشبابية والجامعية".



غير ان مركز "شباب جمعية المنبر الوطني الإسلامي" (الإخوان المسلمون) ثمّن الاقتراح وأكد ان الأصل هو "فصل الجنسين", وذكر رئيس المركز عدنان ناجي, انه وجد صدى ايجابياً في الأوساط الاجتماعية له بعدما رحبت به الكثير من العائلات, ووصف مبررات "العلمانيين" المعترضين, بأنها "غير مقنعة لأنها تركز على التكلفة المالية للمشروع" بحسب قوله. ولفت إلى ان "الاختلاط أدى إلى اختلال الميزان السلوكي والأخلاقي لفئة كبيرة من الطلبة".



لطيفة ناصر, طالبة ترتدي الزي الإسلامي, في السنة النهائية من دراستها الجامعية (تقنية معلومات), لكنها لا تنتمي إلى أي فئة طالبية أو سياسية, ومع ذلك أكدت "سأناصر القانون في حال أجري استفتاء على تطبيقه", وعزت ذلك إلى "درء الفتنة"0



غير ان مي جميل, سنة أولى في كلية إدارة الأعمال, لا تميل إلى رأي زميلتها, على رغم انها "محجبة", ويتفق معها والدها ووالدتها في الرأي ذاته, مستندة في ذلك إلى "اننا بلغنا مرحلة النضج, ونتهيأ إلى حياة مختلطة في مجال العمل". وأضافت "لم أجد تأييداً من الزملاء والزميلات لهذا الاقتراح".



وفي المقابل, فإن والدة رئيس جمعية كلية إدارة الأعمال, الطالبة عفيفة حاجي, رأت "صواباً في فصل الجنسين", باعتبار انها امرأة محافظة على حد تعبير عفيفة, بيد ان "البنت" وجدت في ذلك "خطأ", أسوة بأعضاء جمعيتها من البنين والبنات "لأنه يسجل تراجعاً في حركة التطوير الجامعي".



ولم يدل رئيس اللجنة الإعلامية في مركز الوفاق الشبابي التابع لـ"جمعية الوفاق الوطني الإسلامية" (الشيعية), حسين الدقاق, برأي واضح, إذ قال: "لسنا مع الفصل ولا مع الاختلاط, وإنما مع خلق حالة صحية في الجامعة", من دون أن يذكر طبيعة هذه الحالة.



لكنه أيّد "قانون الحشمة", إذا كانت هناك رغبة طالبية كبيرة في تطبيقه, مدعمة بأسباب علمية, مبدياً أسفه لـ"تغييب الرأي الطلابي" من القرارات المفصلية والمهمة.



النائب محمد آل الشيخ, استمع إلى طلبة وطالبات, أبدوا استياءهم وأسفهم من إقرار مجلس النواب لاقتراح السعيدي, مؤكدين انه يمارس دور الوصاية على جيل المستقبل, بدلاً من رعايته للبرامج الأكاديمية والعلمية0



وفي مؤشر تضامنه معها, يعتزم آل الشيخ, مشاركة الجمعيات الشبابية, ندوة حوارية للوقوف على "النتائج السلبية لتطبيق قانون الحشمة", الذي اعتبره "غير واقعي".